dr_ahmed_akl المدير العام
الجنس : العمر : 39 عدد الرسائل : 1606 الموقع : www.dr-akl.tk المهنة : البلد : الهواية : المزاج : الالتزام بالقوانين : لتعديل بياناتك : لتعديل بياناتك من هنا السيكو بيكو : 1254 تقييم الاعضاء للعضو : 3 تاريخ التسجيل : 29/02/2008
| موضوع: ماجدة إبراهيم تكتب.. ماما ضاعت ! الجمعة مايو 14, 2010 10:37 pm | |
| ماجدة إبراهيم تكتب.. ماما ضاعت ! نهنهات طفولية وبكاء لا يتوقف تطلق نيران الغضب داخلى تحمسنى لكى أهب من استرخائى الأبله فى يوم عمل شاق كهذا لكن البكاء وصل إلى حد التشنج والصراخ وكأن هناك اضطهادا متعمدا أوضربا مبرحا فتحت الباب بعنف أراقب بنفسى أحداث التعذيب وجدتها تختبىء خلف كرسى مكسور ملأت عينيها نظرات مذبوحة.. تتقاطر دما.. فاتجهت بعينى ناحية منبع الذعر فرأيت فتاة فى العشرين من عمرها تكشر عن ملامح همجية تنظر (لندى) بانقضاض مستفز وكأنها تمسكها بين يديها تلتهم جسدها الطفولى التهاما غير عابئة أنها بين يدى الشرطة.
اقترب منى الصول فتحى وهمس فى أذنى بكلمات أدركتها جيدا فأمرته أن يدخل ( ندى ) أولا. خطواتها الصغيرة مهتزة تحتك قدميها ببلاط حجرتى بعنف يتلاءم مع جسدها ذى الأربع سنوات.
فتشت فى درجى عن شىء يناسب براءتها فلم أجد سوى بعض الحلوى القليلة. فتحت يدها ووضعت هديتى المتواضعة بين أصابعها البيضاء وأطبقت عليها. ففتحت يديها ببراءة والدموع تملأ عينيها (أكلها يا عمو) فابتسمت وهززت رأسى بالموافقة. وضعت كل الحلوى فى فمها مرة واحدة فضحكت ضحكة عالية جعلتها تبادلنى الضحكات وتسربت إليها حتى انسابت الكلمات من بين شفتيها الصغيرتين كالماء العذب ظللت متأملا فى سنواتها المعدودة أراقب صدمتها عندما نظرت حولها فلم تجد أمها تبخر الكائن الوحيد الذى تعرفه وهى تقف متسمرة فى مكانها قالتها ببساطة متناهية ( ماما ضاعت) وأبلة سحر أخدتنى وقالت لى أنا زى ماما بدت عليها علامات التعجب لأنها ترى أنه لا يوجد زى ماما؟! سكتت برهة محملقة فى السراب وتسللت الدموع إلى عينيها مرة أخرى فهدأت من دموعها ومسحتها بمنديل معطر أعجبتها رائحته طلبت منها استكمال حكايتها بعدما (ماما ضاعت) فنسجت لى أحداثا تفطر قلب من يسمعها طلبت أبلة سحر من ندى أن ترتدى ملابس متسخة ممزقة وأن تسير حافية القدمين فى الشارع وأن تترك لشعرها العنان منكوشا بلا ترتيب
لكن ندى رفضت وتمردت وبكت وصرخت واستغاثت فكان جزاؤها ضربات مبرحة على جسدها النحيل وحرمان من الطعام ليليتين متتاليتين حتى سقطت مغشيا عليها واضطرت لتنفيذ الأوامر كلما تذكرت ندى رائحة جسدها بلا استحمام لمدة أسبوعين أوالحشرات التى جاورتها فى سرير نومها والدماء التى تجمدت فى جروحها أوفتات الطعام الذى تلتقطه كالقطط الضالة تبكى بحرقة وتصرخ (ياعمو دور على ماما) (عايزة ماما) احتضنتها ووعدتها ان أجد لها ماما فى أسرع وقت استدعيت أبلة سحر كما كانت تناديها ندى وما إن دخلت (سحر) حتى انتفضت ندى من جلستها وهرولت تمسك بتلابيبى تستحلفنى كلماتها غير المرتبة وعيونها الفزعة ألا تترك أبلة سحر تأخذها مرة أخرى فطلبت من الصول فتحى أن يذهب بها الى دورة المياه لتغتسل ثم تشرب العصير.
واستفردت بسحر ووجهت لها تهمة الخطف المتعمد وتعذيب طفلة لكن جرأتها أصابتنى بشلل مؤقت فى التفكير ركزت عينيها فى عينى نافية كل التهم وقصت على حكاية للوهلة الأولى صدقتها من ثباتها المفرط وادعت أن ندى هاربة من بيت أهلها وأنها تاهت فى الطريق ولولا طيبة قلبها لتعرضت للقتل أوالاغتصاب وعن آثار التعذيب التى يستطيع اى انسان يلاحظها على ندى فهى ليس لها علاقه بها من قريب أو من بعيد فربما تكون ندى فرت من بيت أهلها لسوء المعاملة لبعض الوقت تشككت فى كلام ندى.. خاصة أن سحر أخرجت بطاقتها مكتوبا فيها موظفة بجامعة الإسكندرية أجريت اتصالاتى وتحققت من حسن سلوكها لكن شيئا ما لفت انتباهى ما هوالسبب الذى يدفع سيدة فى مقتبل عمرها تترك الاسكندرية وتأتى بطفلة الى القاهرة لتعيش معها والغريب حقا أنها لم تبلغ الشرطة عن وجود ندى لديها.
ضيقت الخناق عليها حاصرتها بثغرات قصتها الملفقة فانهارت معترفة فى الوقت الذى دخلت والدة ندى وصديقتها لتتعرف الصديقة على سحر وأن اتفاقا شيطانيا تم مابين صديقة الأم وسحر للتسول بندى لم أصدق نفسى سقطت وأنا أدارى ارتباكى فى كرسى مكتبى. | |
|