ضمن منظومة الجهود التي يقوم بها العلماء والباحثين لصنع عقاقير لعلاج السمنة، أظهرت ثلاث دراسات تمهيدية، نشرت مؤخرا في المجلة الطبية "نيو إنجلاند جورنال أوف مديسين"، أنه يمكن للشحوم البنية أن تكون العنصر الذي يبحث عنه الأطباء لأداء هذه المهمة.
والشحوم البنية عادة ما تتواجد في أجسام الأطفال وصغار الثدييات، وتساعدهم على الحفاظ على حرارتهم عبر حرق السعرات الحرارية عند تعرضهم للبرودة، الأمر الذي أثار فضول العلماء حول إمكانية وجود هذه الشحوم عند الكبار، وهو ما أكدته الدراسات.
وتعليقا على نتائج هذه الأبحاث، قال آرون سيبس، كبير كتاب إحدى المقالات، إن "نتائج هذه الدراسات تفتح لنا آفاقا واسعة للقضاء على السمنة".
وأشار سيبس، الذي يعمل في مركز جوسلين لعلاج السكري في ولاية بوسطن، إلى أن معظم الأدوية المتوافرة في السوق تهدف إلى خفض كمية السعرات الحرارية التي يأخذها الناس، بينما أظهرت هذه الدراسات أنه يمكن تحقيق هذا الغرض عبر صنع عقاقير تضرم النشاط في الشحوم البنية في جسم الإنسان.
وظهر في عينة الأشخاص الذين فحصهم سيبس، أن "الأشخاص الذين توافرت في أجسامهم الشحوم البنية، يختلفون عن غيرهم، حيث بدو أصغر سنا وأكثر رشاقة، في الوقت الذي افتقد المصابون بالسمنة، والذين بدت علامات الكهولة عليهم، إليها."
ومن جانبه أشار جان نيديرجارد، الأستاذ في معهد وينر جرين في جامعة استكهولم بالسويد، إلى أن "الشحوم البنية قد تكون عنصرا مهما للغاية في طريقة تفاعل أجسامنا مع الغذاء الذي نستهلكه، وإذا ما سيتم تخزينه أو حرقه".
والمعلوم لدى الخبراء والباحثين أن الشحوم البنية عبارة عن أنسجة دهنية موجودة فوق الترقوة، وفي القسم الأعلى من الصدر في الجسم البشري، وهي عادة ما تحرق السعرات الحرارية، على عكس الشحوم الأخرى التي تخزنها.