اللطائف .. في بيان حكم الموسيقى والمعازف
الحمد لله وحده .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. ثم أما بعد
مما دفعني لكتابة هذا الموضوع ..
هو إلحاح كثير من الأصحاب والأحباب لإظهار الحق وإجلائه في قضية قد أثارها بعض الدعاة من فترة وجيزة .. ـلا سيما أنهم كانواْ يعلمون حرمتها .. وأن هذا كلام لا فصال فيه ولا نضال .. ـ
ولكن بعد هذه الحقلة " للأسف " ..
قد تشتت ذهنهم .. وتذبذت قراراتهم في مسألة المعازف
.. ـ
والذي زاد الطين بلة .. أن بعض الشباب عزم على الخلاص من سماع المعازف .. والبُعد عنها .. ـ
فبعد سماعه لتلك الحلقة .. قرر أن يعود .!!ـ
بحجة أنه لقي مخرجاً شرعيا لذلك !!!!! ..ـ
وأن الأمر ـ إن صحَّ التعبير ـ فيه خلاف !!!!ـ
حقيقة .. قد ضاق صدري لأحوال هؤلاء ..ـ
وحزنت كثيراً .. لهذا الداعية الذي شتت عقول الشباب
الذين لهم رصيد بسيط في العلم .. فضلاً عن فقرهم لأصول العلم ومداخله
ولعل البعض يظن أنه قد أتى بحجج صارخة .. وأدلة قاطعة .. وأقوال حاسمة ..ـ
وهي في حقيقة الأمر .. وفي ميزان العلم
ليست إلا شبهات ظن البعض أن لها قدماً وساقاً !!ـ
وهي في حقيقة الأمر لا تستقيم على قدمٍ ولا ساقٍ ولا خُفٍّ ولا حافِـر .. ـ
بل إن وُضِعت هذه الشبهات وتم تسليط الدليل والقواعد الأصولية عليها ؛ ـ
فما هي إلا لحظات وتذوب كما يذوب الملح في الماء ..ـوهذا ما سأتطرق إليه في الموضوع
ولكن قبل الدخول والغوص في الأعماق ..ـ
نريد أن نُرسِّخ ونُأصِّل بعض المفاهيم التي ينبغي عليك أيها المسلم معرفتها ..ـ
أولاً :: مصادر التشريع هي :: ـ
الكتاب ـ السنة ـ الإجماع ـ القياس وجميعنا متفق أن كلام العلماء إن خالف النص القرآني أو النبوي فهو
مرفوض !!ـ
وكذلك متفقين أنه ـ "
لا إجتهاد في مَـوْرِد النص " ـ
ومن هنا .. أيها الفضلاء ..
لا مجاملة في دين الله .. ولا بد من قول الحق
حتى وإن كان مُـرَّاً .. وإلا فاسكت !! ولا تزوِّره ..ـ
فنحن نبلغ رسالة الله وندعواْ إليها بالحكمة والموعظة الحسنة .. ـ
ولكن لا نرضى الخواطر في ديننا
أخيراً .. لا بد أن نأخذ في الإعتبار أن لكل جواد كبوة ولكل عالم زلة !!ـ
ومن هنا .. فلا يحق لأي مسلم أن يأخذ بزلات العلماء
ويجعل منها حُـكماًَ شرعياً ..!!ـ
وهذه طامة كبرى ومصيبة عظمى !!ـ
وما عهدنا هذه الطريقة إلا على أصحاب البدع والشطحات
ـ >> نقول لهم قال الله قال رسوله .. يقولون قال فلان وفلان << ـفزلات العلماء لا تُـتبع .. بل نبتعد عنها ونأخذ بالنصوص الصحيحة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء على ذلك
وتذكرواْ جميعاً قول الإمام مالك رحمه الله تعالى عندما قال
ـ " كلٌ يُؤخذ من كلامه ويُرد .. إلا صاحب هذا القبر "ـ صلى الله عليه وسلموكذلك القاعدة الأخرى والأهم .. والتي تُمـيِّـزُنا عن غيرنا
ألا وهي ::ـ
أن الحق لا يُـعرفُ بالرجال .. بل الحق بالحق .. وبه عرفنا أهله فالحق أحق أن يُـتبع .. وكلنا نعلم جميعاً أن الحق واحد .. وما سواه فهو باطل
لقوله تعالى >> ـ "
فماذا بعد الحق إلا الضلال "ـ
وأخيراً .. أقول لكل متعصب لشيخه أو للداعية الذي يحبه ..ـ
تعصبك لدين الله أولى .. وحبك للحق أجدر وأنقى ..ـ
فوالله لن ينفعك يوم القيامة أحد .. وكل واحد سيتبرأ من الآخر ..ـ
:::
عندما تجد الأمور قد اختلطت عليك .. كما حصل لأحبابنا بعد تلك الحلقة
أقول >> قال الله تعالى
ـ " وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ
فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذَلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ
أُنِيبُ " ـ
وأقول أيضاً .. قال الله تعالى
ـ " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ
فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ " ـ
وقد أعجبني رد أحد الأخوات على موضوع مماثل لهذا الموضوع الذي أكتبه الآن ..ـ
فقالت .. هذا الداعية الذي أباح المعازف .. كان سبب في التزامي واحتشامي
ولكن عندما قال مثل هذا الكلام .. ـ
لابد من عدم اتباعه في هذا . ؛ لأنه خالف النصوص الشرعية الصحيحة الصريحة كان هذا رداً في أحد المنتديات .. لأن القضية قد أثارت بلبلة واسعة بين الشباب
سواء في الكلية معنا .. أو في بعض المنتديات .. أو صفحات الفيس بوك
والحمد لله الذي قد أعانني على الاشتراك في بعضها .. وإيضاح الحق .. وإزالة الغشاوة
والكثير ولله الحمد قد استجاب واقتنع .. خصوصاً عند معرفتهم بالأدلة الصحيحة
والبعد عن الكذب والتدليس في الأدلة وتحكيم العقل والأهواء والخواطر فيها
فكان ولا بد .. من أن لا أنساكم من النصح .. فالأقربون أولى بالمعروف ولا أدري .. لعل هذا يكون آخر موضوع معكم .. وآخر عهدي بكم ..ـ
أسأل الله أن لا يحرمني من جميل دعواتكم .. وكريم مشاركاتكم
::
وأقول أخيراً لكل متعصب :: ـ هذه الأبيات الرقيقة :: ـ
وقـولُ أعلامِ الهـدى لا يُعمل ...... بقولنـا بدون نص يُقبـل
فيـه دليـلُ الأخذِ بالحديثِ ...... وذاك في القديمِ والحـديـثِ
قـال
أبـو حنيفـةَ الإمـامُ ...... لا ينبغـي لمن لـه إســلامُ
أخذاً بأقوالِـيَ حتى تُـعْرضَا ...... على الحديث والكتابِ المرتضى
ومـالكٌ إمـامُ دار الـهجرةِ ...... قـال وقد أشار نحو الـحُجْرَةِ
كـلُّ كلامٍ منـه ذو قبـولِ ...... ومنه مردود سوى الرســولِ
و
الشافـعيُّ قـال إن رأيتـمُ ...... قـولِـيَ مخالفا لمــا رويتـمُ
من الحديث فاضربوا الـجِدارَ ...... بقـولِـيَ المخالفَ الأخبــارَ
وأحمدُ قـال لهـم لا تكتبـوا ...... ما قُلتُه ، بـل أصل ذاك فاطلبوا
فاسمع مقالات
الهداةِ الأربعـة ...... واعمـل بـها فـإن فيها منفعـة
لِقَمْعِهـا لكل ذي تعصُّــبِ ......
والمنصفـون يكتفـون بالنبــيــــ
آسف على إطالتي .. هذه كانت المقدمة لبداية الكلام حول المعازف
والذي أسميته بعنوان ::ـ
ـ :: اللطائف .. في بيان حكم الموسيقى والمعازف :: ـ